محاكمة بلاتر وبلاتيني- اتهامات بالاحتيال تهز أركان كرة القدم.

يمثل الرئيس الأسبق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جوزيف "سيب" بلاتر، والأسطورة الفرنسية ورئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) سابقًا، ميشيل بلاتيني، وجه العدالة في سويسرا اليوم الاثنين، في قضية تتهمهما بالاحتيال المالي، وذلك بعد عامين ونصف من تبرئتهما من ذات التهمة.

وكان الرجلان، اللذان تصدرا المشهد الكروي العالمي لفترة طويلة، قد حصلا على حكم بالبراءة في عام 2022 من قبل محكمة سويسرية ابتدائية، وذلك بعد تحقيق مطول استغرق سبع سنوات كاملة، وتناول بشكل خاص مدفوعات مالية بقيمة 2.22 مليون دولار تم تحويلها إلى بلاتيني.

إلا أن المدعي العام الاتحادي السويسري لم يرتضِ بهذا القرار، فطعن فيه، مما أدى إلى إعادة فتح القضية وعقد جلسة استماع جديدة في غرفة الاستئناف الاستثنائية التابعة للمحكمة الجنائية السويسرية في مدينة موتينس القريبة من بازل. وأكد مكتب المدعي العام السويسري أنه قدم استئنافًا ضد الحكم الابتدائي، وأودع مذكرة الاستئناف في أكتوبر 2022، مطالبًا بإلغاء الحكم بشكل كامل، مع الإحجام عن تقديم المزيد من التفاصيل في الوقت الحالي.

الجدير بالذكر أن لائحة الاتهام التي وُجهت إلى بلاتر وبلاتيني في عام 2022 قد تضمنت تهمة خداع موظفي الفيفا في عامي 2010 و2011 بشأن التزام الاتحاد بدفع مستحقات مالية لصالح الفرنسي بلاتيني، الذي كان يشغل منصب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) في تلك الفترة.

وأشارت لائحة الاتهام إلى أن "المتهمين زعما زوراً أن الفيفا مدين لبلاتيني، أو أن بلاتيني يستحق مبلغ مليوني فرنك سويسري لقاء خدماته الاستشارية. وقد تحقق هذا الخداع من خلال تكرار ادعاءات كاذبة من قبل الطرفين المتهمين". وقد تسببت هذه القضية في وقت سابق في نسف آمال بلاتيني في خلافة بلاتر في رئاسة الفيفا، بعد استقالته في عام 2015 على خلفية فضيحة فساد منفصلة هزت أركان الاتحاد.

وكان الفيفا قد أوقف بلاتر وبلاتيني عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم في عام 2015 بسبب انتهاكات أخلاقية، حيث كانت العقوبة الأولية هي الإيقاف لمدة ثماني سنوات، قبل أن يتم تخفيضها لاحقًا. وتمت تبرئة الرجلين في قضية عام 2022، بعد أن اقتنع القاضي بمصداقية روايتهما بشأن "اتفاقهما الشفهي" على الدفع، وأشار القاضي أيضًا إلى وجود شكوك جدية تحوم حول ادعاء النيابة العامة بأن الصفقة كانت احتيالية.

ويطالب المدعي العام الاتحادي السويسري بإنزال عقوبة السجن لمدة 20 شهرًا مع وقف التنفيذ لمدة عامين بحق كل من بلاتر وبلاتيني، القائد والمدرب السابق للمنتخب الفرنسي، في ختام هذه المحاكمة التي تعيد فتح ملف القضية من جديد.